زيد بن ثايت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان زيد بن ثابت فى الحادية عشرة من عمره عندما شرف النبى صلى الله عليه وسلم المدينة بان هاجر اليها فكان من السابقين الى الاسلام وتربى على تعاليم الاسلام السمحة ونشا
فىجوارالرسول صلى الله عليه وسلم ينهل منه المعرفة والدين والايمان والفطنة ويوم غزوة بدر اراد ان يشترك فيها فقدم الرسول يحمل سيفه وكان سيفه اطول منه فتبسم صلى الله عليه وسلم
ورده لصغر سنه وتكرر نفس المموقف فى غزوة احد فجاء زيد وبعض اقرانه الى الرسول يسالونه الاشتراك فى الغزوة فردهم كذلك لصغر سنهم هنالك تقدم احدهم وهو( رافع بن خديج) يلوح بحربته فى الهواء بحركات بارعة وقال:
انى كما ترى يا رسول الله رام اجيد الرمى فاذن له بالاشتراك فى الغزوة ثم تقدم اخر وهو (سمرة بن جندب) وهو يحاول ان يظهر قوة عضلاته وقال:ان سمرة يا رسول الله يستطيع ان يصرع رافعا فاذن له كذلك
ففرح الصبيان با نضمامهما الى جيش المسلمين ثم تقدم باقى الصبية وفيهم (زيد بن ثابت )متضرعين املين فى انضمامهم كذلك ولكنه صلى الله عليه وسلم رفضهم لصغر سنهم وضعف بناينهم وكانوا وقتها فى الخامسة عشرة
من عمرهم ولكن يملا قلبهم ايمان يوازى اضعاف اضعاف عمرهم فهم على يقين من ان الجهاد فى سبيل الله فوز عظيم فاما النصر واما الشهادة وفى كلتا الحالتين الفوز بالجنة ولم يياس (زيد بن ثابت) فللجهاد فى سبيل الله اوجه كثيرة
فان لم يحن وقت المعارك بعدفلماذا لا يجاهد فى وجه اخر؟وليكن وجه الحفظ -حفظ كتاب الله وطلب العلم .
فاخبر امه(لنوار بنت مالك)التى فرحت بفطنة ولدها وذكائه ورغبته فى خدمة الدين فطلبت من بعض رجال قومها ان يعرضوا على رسول الله عليه الصلاة والسلام خدمة زيد له
فقالوا للرسول:هذا ابننا (زيد بن ثابت) يحفظ سبع عشرة سورة من كتاب الله ويتلوها صحيحة كما انزلت على قلبك وهو فوق ذلك حاذق يجيد القراءة والكتابة ويريد ان يتقرب بذلك اليك وان يلزمك فاسمع منه ان شئت
وعندما سمع (صلى الله عليه وسلم )تلاوة زيد ابتاثره بما يتلووبحسن فهمه وتدبره لآيات الله .
وعندما وجده يتقن الكتابة والقراءة فرح به وقربه اليه وقال له:يا زيد تعلم لى كتابة اليهود فانى لاآمنهم على ما اقول .
فرد عليه زيد:لبيك يا رسول الله . وانكب من فوره على تعلم العبرية حتى اتقنها فى وقت قصير فاصبح بذلك كاتب رسول الله اذا اراد ان يكاتب اليهود وقارئه اذا هم كاتبوه وبعد العبرية امره (صلى الله عليه وسلم) ان يتعلم السريانية
وهى احدى اللغات المنتشرة آنذاك ومنذ تلك اللحظة اصبح ترجمان( الرسول صلى الله عليه وسلم)وكاتبه .
وبعد ذلك حظى زيد شرف الجهاد فى سبيل الله بداءا من غزوة الخندق سنة خمس من الهجرة ولم تفته معركة منذ ذلك التاريخ بل ونال زيد الشرف الاكبر الذى يذكره له كل قارى للقرآن الى يوم الدين
وهو انه شرف بجمع القرآن الكريم وذلك بما انه كان ماهرا فى القراءة والكتابة ,ماهرا فى العلم وكان الذين يجيدون الكتابة آنذاك قليلين فقربه اليه (صلى الله عليه وسلم) وجعله كاتب الوحى فكان كلما نزلت عليه بعض الآيات
بغث اليه وطلب منه ان يكتبها فتابع زيد بذلك نزول القرآن آية آية وحفظه بنور القرآن وتعلم الشريعة والفقه فاصبح زيد متخصصا فى القران وعرف بين الصحابة بتلك الصفة فنال منزلة وشرفا لم ينلهما اقرب الصحابة( للرسول صلى الله عليه وسلم) وبعد وفاة (الرسول عليه الصلاة والسلام) اصبح زيد المرجع الاول للقرآن فاذا اختلف فى آية كان زيد هو الفيصل فيها.
وكان لزيد الفضل فى قمع فتنة عظيمة كان من الممكن ان تؤدى بالاسلام الى هاوية سحيقة وذلك لانه بعد وفاة ( الرسول صلى الله عليه وسلم) وفى يوم السقبفة والسقيفة هى سقيفة بنى ساعدة حيث اجتمع المسلمون بعد وفاة (الرسول صلى الله عليه وسلم) ليتفاوضوا شان الخلافة فكان المهاجرون يرون انهم هم الاحق وكادت تنشا الخلافات ولما يدفن الرسول بعد هنالك اراد بها الشيطان الوقيعة بين المهاجرين والانصار فقال موجها كلامه للانصار بنى قومه:فليكن خليفته مهاجرا مثله
وانا كنا انصار (رسول الله صلى الله عليه وسلم) فنكون انصار لخليفته من بعده واعوانا له على الحق ثم بسط يده الى ابى بكر الصديق وقال:هذا خليفتكم فبايعوه .
وبعد وفاة ( الرسول عليه الصلاة والسلام) انتشرت حركات ردة بعض القبائل عن الدين وجهود خليفة المسلمين ابى بكر لقمع تلك الردة والحروب التى خاضها المسلمون والتى كانت نتيجتها استشهاد الكثير من الصحابة حفظة القرآن
الكريم هنا سارع (عمربن الخطاب) الى الخليفة ابى بكر وطلب منه جمع القرآن قبل ان يدرك الموت والشهادة بقية القراء والحفظة واستخار الخليفة ربه فدعا (زيد بن ثابت) وطلب منه جمع القرآن بذوى الخبرة فى الموضوع وبدا زيد عمله
فى اعظم مهمة وكل بها الى الانسان , فقام بها على خير وجه فراح يجمع الآيات من الحفظة ومن الاوراق المكتوبة ويستسثير ذوى العلم , حتى جمع القرآن كله مرتبا منسقا .
ووصف زيد صعوبة المهمة فقال: والله لو كلفونى نقل جبل من مكانه لكان اهون على مما امرونى به من جمع القرآن .ولكنه انجز المهمة على خير وجه الا ان القران جمع فى عهد (ابى بكر الصديق فى اكثر من مصحف بمعنى انه
كانت هناك بعض الاختلافات الشكلية فخشى المسلمون فتنة حديثى العهد بالاسلام من هذه الاختلافات فعزم سيدنا (عثمان بن عفان )على توحيد كتابة المصحف وكما انجز (زيد بن ثابت)المهمة فى عهد ابى بكر وكل اليه ايضا بتلك
المهمة فجمع زيد اصحابه واعوانه وجاءوا بالمصحف من بيت (حفصة بنت عمر) حيث كان محفوظا لديها وبدا واصحابه فى جمع المصحف فى كتابه واحدة هى الباقية معنا الى اليوم الدين .



فالف شكر له ولكل من ساعده ويا ريت نحاول نتعلم اللغات الغريبة عننا
عشان نتقى شرهم

تغاريد

موضوع اكثر من رائع
لك تحياتي وشكري
دام الخير بكونك ^_

جزاكى الله خير ليالى